- تشكيل قوة عسكرية سريعة لصد العدوان
- تصعيد ثقافي يواجه أباطيل الصهيونية
- تأريخ فني يسجل حقائق بيت المقدس
- دعم اقتصادي لمحاولات وقف التهديدات
- تدخل أثري يحفظ حقيقة المقدسات وهويتها
تحقيق- شيماء جلال:
تشن سلطات الاحتلال الصهيوني خلال هذه الأيام حملة تهويدية غير مسبوقة لمحيط المسجد الأقصى المبارك، والتسويق لمشروع استيطاني تهويدي يستهدف بناء ستين وحدة استيطانية تطل على المسجد الأقصى في محاولة واضحة لتهويد القدس الشريف.
وتركِّز المادة الإعلامية للحملة الصهيونية الموسعة التي تروج لهذا المشروع على أن الشقق السكنية للمشروع تتواجد على مقربة من المسجد الأقصى، وأنك تستطيع الوصول إليه مشيًا على الأقدام، وأن كل نافذة من نوافذ البيت تطل على المسجد الأقصى.
وكشفت مؤسسة الأقصى أن من بين الداعمين الأساسيين لهذا المشروع الاستيطاني التهويدي الثري اليهودي الأمريكي المعروف باسم مسكوفيتش، وهو من أبرز الداعمين والمتبرعين بمئات ملايين الدولارات لمشاريع التهويد في البلدة القديمة في القدس، وفي البلدات الفلسطينية المحيطة به مثل سلوان ورأس العامود.
والأسئلة التي تطرح نفسها الآن: ما هي سبل صد محاولات التهويد الصهيونية؟ وما هي المخاطر التي يشكلها التهويد على هوية الدولة الإسلامية؟ وأين دور جامعة الدول العربية ومنظمات العمل الإسلامي في مجابهة ذلك الغزو الاستيطاني؟
(إخوان أون لاين) يجيب عن هذه التساؤلات في سطور التحقيق التالي موجهًا صرخة تحذير عالمية للأمة العربية والإسلامية "شعوبًا وحكامًا" للتحرك العملي والعاجل من أجل إحباط المخططات التي تحاك بالأقصى بكافة الطرق والوسائل المتاحة، خاصةً أن المرحلة القادمة لا تحتمل بيانات الشجب والإدانة والصمت الشعبي والرسمي الذي يسيطر على المسلمين في مختلف أنحاء العالم.
مزاعم باطلة
بداية يقول الدكتور حمدي المرسي المدير التنفيذي لمؤسسة القدس الدولية إن مسألة التهويد ترجع جذورها منذ احتلال القدس عام 1948م؛ حينما ظل الصهاينة يبحثون عن توطين لهم ولذويهم بغية البحث عن آثار الهيكل المزعوم في سبيل إثبات وجودهم دوليًّا أمام المنظمات العالمية، وبعد رحلة من الجهود المضنية من البحث ثبت لهم أن كافة الآثار التي حصلوا عليها ترجع إلى الكنعانيين العرب.
ويضيف د. المرسي أن الصهاينة قاموا بتغيير مسارهم في البحث، وتوجهوا إلى البحث عن الحجر لتغيير معالمه باعتباره هو الباقي في المساجد والمنازل وخير شاهد على أصل تلك البلاد العربية.
ويشير إلى أن الصهاينة بدأوا حركة ما يسمى بـ(البرجزة)، بمعنى العمل على إضفاء الطابع الصهيوني على الآثار الفلسطينية من مساجد، وميادين ومنازل بهدف طمس الهوية الفلسطينية والإسلامية.
ويوضح أنه في المراحل الأولى لعملية الاحتلال كانت المعالم الأثرية الفلسطينية بارزة، وواضحة مما جعل بعضًا من وفود الدول الأوروبية يؤكدون أن القدس عربية؛ موضحًا أن ذلك الأمر جعلهم يبالغون من عملية التهويد وطمس معالم الدولة.
وعن ممارسات التهويد يقول د. المرسي بعد عام 1967م شرعوا في عمليات التهجير للفلسطينيين، وسحب هوياتهم، وهدم منازلهم من أجل إجبارهم على الخروج خارج نطاق القدس؛ فضلاً عن إصدار تشريع يسمى "قانون الغائب"، والذي يعني بمتابعة من يتغيب من الفلسطينيين عن منزله من 8 سنوات إلى 10 سنوات يتم مصادرة أرضه لسلطات الاحتلال بالإضافة إلى التوسع في إنشاء المستوطنات الضخمة لتسكين الصهاينة، فقد تم إنشاء بؤر استيطانية داخل المساكن من أجل تفتيت أواصر العرب الفلسطينيين وتهجيرهم تهجيرًا قصريًّا.
ويؤكد أنهم توسعوا في الأنفاق التي يقوم بحفرها الصهاينة على امتداد حي البستان (مدينة داود)، موضحًا أنهم توسعوا فيها؛ لأنها تعد أكبر منطقة تجمع سكني في القدس فضلاً عن قربها لساحة المسجد الأقصى، ولذلك عملوا خلال الفترة الماضية على تهجير أهالي سلوان من أجل تهويد تلك المنطقة القريبة من المسجد.
ويصف المدير التنفيذي لمؤسسة القدس الدولية تأثير التهويد على هوية فلسطين بأنه خيبة ومذلة للعرب قائلاً: إذا كانت مكة للمسلمين، وروما للمسيحيين فإن القدس محضن الديانات ومهد الرسالات، وحينما سئل "إلياس ساركيز" الرئيس اللبناني: من أحق بالسيادة على القدس؟ فقال له الرئيس "المسلمون أحق لأنهم يؤمنون بجميع الرسل والأنبياء".
أخطبوط التهويد
|
عبد القادر ياسين |
وعن مخاطر عمليات التهويد الصهيونية المستمرة وتأثيراتها، يقول عبد القادر ياسين المفكر والكاتب الفلسطيني: إن بعض الجماعات الصهيونية حصلت على موافقة من قبل المحكمة العليا بدولة الاحتلال الصهيوني فيما يخص الصلاة داخل المسجد الأقصى.
ويضيف أنه في ظل مطامعهم المتزايدة لتزوير وتزييف التاريخ قاموا بإجراء عمليات حفرية أسفل العقارات الإسلامية والمسجد الأقصى, مثلما حدث في افتتاح الكيان الصهيوني للنفق، والذي يبلغ طوله 440 مترًا, وينتهي مخرجه تحت درج المدرسة العمرية في شارع الآلام, وهو النفق الذي ألحق أضرارًا بالغةً للعديد من العقارات الإسلامية.
ويؤكد أن التهويد بات كبيرًا وأشبه بأذرع الإخطبوط التي تريد أن تبتلع الأرض؛ موضحًا أنه لا بد من توافر إرادة سياسية ومقاومة شعبية تتضافر جهودهم معًا لصد رأب الصدع الصهيوني الذي يريد أن يلتهم الأخضر واليابس.
الأقصى مستهدف