عمر الفاروق المشرف العام
عدد الرسائل : 114 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 18/07/2008
| |
عمر الفاروق المشرف العام
عدد الرسائل : 114 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 18/07/2008
| موضوع: تابع الأربعاء 23 يوليو 2008, 5:26 am | |
| معالم وعبر:
أولا: قاعدة عقائدية وإيمانية
البيئة العقائدية والإيمان الراسخ في أعماق النفس البشرية هي التي تبدع وتفرز ظاهرة الرجال المستعدين للموت في سبيل الله ومن خلال تجذر هذه الأصول وصلابة حاملها تنفجر مدخرات الطاقة في خلايا الجسم، ويتألق كل ما أودعه الخالق سبحانه وتعالى في هذه النفس من خلق وتجرد وإخلاص وصدق وتوكل وغيرها من خصائص الشهادة ومعاني البقاء والاقتداء. ولئن غادرنا المهندس بعد نجاحه في الوصول إلى قمة هرم الصاعدين وانتصاره في مسيرته الحياتية نحو الخلود فإننا ما زلنا نمتلك التمسك بمبادئه وثوابته وتجربته التاريخية الزاخرة بمدلولات تبشر بدروس من السهل الاقتداء بها وتقليد العملاق الخالد على أرض فلسطين وتكرار مسيرته والتبشير بقدرات الأمة على إنجاب العظماء وصنع المستقبل المشرق ونستطيع في أن نورد إضاءات من القاعدة العقائدية والإيمانية التي حملت أعمدة العملاق الخالد لتكون ألوية رشد وهداية يقتدي بها السائرون. 1- امتزاج الورع والتقوى بصفاء الروح وبساطة النفس إذ أن يحيى كان ملتزما ومطيعا لله فيما أمر به أو نهى عنه وهذا المفهوم لمعنى التدين ظهر عند المهندس من خلال إكثاره من قراءة القرآن الكريم وتلاوته وحفظه ومن هنا يظهر لنا سبب إصراره بعناد وإقدامه الذي لم يعرف التردد في مسيرة الجهاد رغم تفوق العدو وقسوته. 2- الجدية في الحياة وصلة الرحم وحب الناس وأداء الواجب وهذا لا يعنى أن الشهيد لم يكن صاحب مزاح أو مرح نظيف وإنما كان يتجنب الصخب ويبتعد عن الأجواء الملوثة. 3- توجيه وتكريس الحياة الدنيا لعمل الخير واعتبار ذلك وسيلة لبلوغ رضوان الله، ومن هنا كان عطوفا على الناس يقدم المساعدة التي يقدر عليها لكل من يلجأ إليه. 4- التسامح سمة من سمات المهندس في علاقاته سواء في البيت أو القرية أو الجامعة إذا كان يسامح من يسيء له ولم يحمل حقدا على أحد حتى لو أساء إليه. 5- الهدوء والاتزان وعمق التفكير وكأنه كان يحلق في آفاق البحث عن رضوان الله مما ساقه إلى مبتغاه مع الأنبياء والصديقين والشهداء. 6- لم يكن للذاته نصيب من الدنيا ومتاعها إذ عرف عنه عفة اليد والزهد لا يبتغي سوى مرضاة الله وعندما قامت الحركة بإرسال مبلغ من المال لإعانته على شئون عائلته أرسل إلى قيادته معاتبا: "بالنسبة للمبلغ الذي أرسلتموه فهل هو أجر لما أقوم به؟ إن أجري إلى على الله أسأله أن يتقبل منا فإن هدفي ليس ماديا ولو كان كذلك لما اخترت هذا الطريق فلا تهتموا بي كثيرا واهتموا بأسر الشهداء والمعتقلين فهم أولى مني ومن أهلي" ولأنه لا يريد سوى مرضاة ا لله وجنته فقد عمل الشهيد البطل بصمت في الخفاء مستعليا على شهوات النفس والأضواء ووسائل الإعلام مما زاد في قدرته على المواجهة وإفشال عمليات الاستفزاز والاستدراج. وكل ذلك يفصح عن وعي عميق بطبيعة المعركة ومتطلباتها وعن التجرد والإخلاص للهدف والقضية، ولئن أحب يحيى العمل الجهادي بطريقة عاصفة ملكت عليه كل جوارحه مؤثرا أن تتحدث عنه أعماله لا أقواله باعتبار أنه يمثل حركة وتاريخ وليس نفسه فقط إلا أنه لم يكن يحب تضحيم الأمور ودوره ويرجع الفضل دائما إلى رب العزه سبحانه مرددا وبشكل دائم الآية الكريمة: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى"
ثانيا: السرية والكتمان
يعد هذا الأمر من الأمور البدهية في حياة المهندس وأبجدية مهمة من أبجديات العمل استهداء بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" فقد عمل المهندس وكتائب الشهيد عز الدين القسام بطريقة سرية منظمة جعلت من مخططات أجهزة الأمن والاستخبارات الصهيونية لاختراق بنية الجهاز العسكري ومحاولات رصد عملياته قبل وقوعها أمرا في غاية الصعوبة. فالجهاد مرصود وإجهاضه استراتيجية صهيونية وعالمية خاصة بعد أن أصبح الإسلام هو العدو الأول لمعسكر النظام العالمي الجديد أو "الأجد" وأدواته وفي حالة الشهيد القائد تتجاوز طبيعة السرية والكتمان الحدث الطارئ او الحاجة الآنية لتصبح خلقا راسخا وعادة متمكنة.
ثالثا: التخلص من أعين الأعداء:إن براعة المهندس الفائقة "بفضل الله ورعايته" في مواجهة مطارديه وعبقريته في التخفي والمراوغة والإفلات من الكمائن التي كانت تنصب له من قبل عدة آلاف من جنود الوحدات الخاصة المختارة من الجيش الصهيوني وقوات حرس الحدود والشرطة بالإضافة إلى عدة مئات من أفراد جهاز المخابرات العامة الشاباك ووحدات استخبارية عسكرية خاصة كلفت بالمشاركة في أوسع حملة مطاردة تنظمها الدولة العبرية في تاريخها جعلت ملاحقيه يطلقون عليه لقب "العبقري" و"كارلوس الثعلب" و"الرجل ذو ألف وجه" وينسبون إليه صفات الرجل المقدس والإنسان الذي يمتلك سبعة أرواح ومن يرى ولا يُرى وهي أمور حاولت أجهزة الأمن والاستخبارات الصهيونية إخفاء عجزها وراءها فقد بحثت سلطات الاحتلال عن المهندس طوال أربع سنوات وخلال تلك المدة استمر القائد في عملياته بدون توقف أو هدوء فجند الخلية تلو الأخرى وبعث فيها روح المبادرة والنشاط بعد كل ضربة كان الصهاينة يوجهونها للمجموعات الجهادية وبعد كل عملية تعترف سلطات الاحتلال بأن -حتى أخباره- تختفي اختفاء متقنا مما أصاب قيادة الشاباك في حيرة إزاء لغز المهندس. وإن نجاح المهندس في الوصول إلى قطاع غزة يعتبر في حد ذاته ضربة قاسية للكيان الصهيوني جعلت اسحق رابين في اجتماع القيادة المشتركة للأجهزة الأمنية الصهيونية يضرب الطاولة بغضب شديد مطالبا بتفسيرات واضحة حول الكيفية التي استطاع المهندس خلالها أن يتجاوز آلاف المخبرين الصهاينة الذين كانوا يطاردونه وتضليل أجهزة الأمن الصهيونية.
رابعا: جهاد، نصر أو استشهاد البعد الآخر في شخصية يحيى عياش أو المهندس يتمثل في إصراره على مواصلة العمل والنشاط واستعداده الدائم للاستشهاد والموت في سبيل الله ورفض الخروج أو الهرب خارج فلسطين المحتلة على الرغم من إمكانية ذلك فالرجل الذي أرعب قيادات الاحتلال وجنوده ومستوطنيه وجعلهم يحفظون صورته عن ظهر قلب ويعلقونها في مكاتبهم، كان يدرك أن لكل أجل كتاب وكان هذا الإدراك بمثابة زاد لهذا المؤمن المجاهد على مواصلة الجهاد وتوريث خبرته وعلمه لإخوانه ولهذا كان وجه يحيى يحمر غضبا حين يحدثه إخوانه عن مغادرة الوطن لفترة ويرد عليهم "مستحيل فقد نذرت نفسي لله ثم لهذا الدين إما نصر أو استشهاد، إن الحرب ضد الكيان الصهيوني يجب أن تستمر إلى أن يخرج اليهود من كل أرض فلسطين."
توقيت جريمة الاغتيال: لنحو أربع سنوات وضع اسحق رابين الذي تعامل مع المهندس بصفته خصما له ملف تصفية القائد القسامي على رأس أولويات حكومته السياسية والأمنية ولكن إحدى مفاجآت هذا الملف كانت في مقتل رابين على أيدي متطرف يهودي قبل أن تتمكن أجهزة الاستخبارات الصهيونية من اغتيال المهندس وبذلك أضيفت فضيحة أخرى لملفات تلك الأجهزة التي كانت تصورها الدعاية الصهيونية بأنها أجهزة خارقة تكتشف الأحداث قبل وقوعها وتستطيع الوصول إلى ما تريد بأقل جهد وأسرع وقت وكان لاهتزاز ثقة الشارع الإسرائيلي بتلك الأجهزة آثارا مقلقة على القيادات الأمنية والعسكرية فلا هي تمكنت من حماية رئيس الوزراء وأهم شخصية لديهم ولم تستطع القبض على عدوها الأول أو قتله وهو الذي أثار الهلع في قلوب الصهاينة المحتلين، وللخروج من حالة انعدام الوزن الذي أوقف أجهزة الأمن الصهيونية على حوافها كان لابد من القيام بفعل خارق يعيد الاعتبار لتلك القيادات داخل المؤسسة السياسية والأمنية في الدولة الصهيونية ولعل هذا ما يفسر رفض شمعون بيرز استقالة الجنرال كارمي غيلون "رئيس الشاباك" إثر اغتيال رابين مباشرة ثم قبولها بعد يومين فقط من تنفيذ جريمة اغتيال المهندس. وفي الوقت الذي اعتبرت فيه جريمة اغتيال المهندس سببا في إعادة الثقة في أجهزة الأمن الصهيونية وتطمين الشارع الإسرائيلي بأن عدوه قد جرى التخلص منه وأن الانتقام قد نفذ ممن أراق الدم الصهيوني كما ردد قادة الاحتلال دائما فإن هناك هدفا لا يقل أهمية بل كان أكثر أهمية وهذا الهدف يتمثل في جعل المهندس عنوانا لمرحلة جديدة (لا مخربين فيها) خاصة أن اغتيال المهندس قد سبقه تصفية قادة عديدين مثل فتحي الشقاقي وهاني عابد وكمال كحيل وإبراهيم النفار ومحمود الخواجا وغيرهم وعليه كان ثمة رسالة صهيونية خلف جريمة اغتيال المهندس خلاصتها أن زمن الفدائيين والأبطال قد انتهى وهذا هو زمن القبول بإسرائيل والتعامل معها بواقعية. وعلى الرغم مما روجت له سلطات الاحتلال الصهيونية فإن هناك كثيرين في الجانب الصهيوني لم يكونوا مقتنعين بأن اغتيال المهندس سيوقف الجهاد والمقاومة وينهي الكفاح المسلح. وعلى الصعيد الفلسطيني فإن جريمة الاغتيال أعطت حركة المقاومة الإسلامية حماس فرصة لاستعادة نشاطها العسكري فالصهاينة هم المعتدون وهم الذين صعدوا والاغتيال نفذ في غزة وانطلاقا من كل ذلك فإن معسكر المقاومة قد ربح برغم الخسارة الكبيرة بفقدان الشهيد ولعل تنفيذ تلاميذ المهندس للعمليات الاستشهادية الأربع خلال فترة زمنية قصيرة "عشرة أيام" يعد تأكيدا لما سبق رغم قساوة الظروف التي مرت بها تنفيذ تلك العمليات.
جمعة الشهادة: إنه يوم الجمعة الحزينة 15 شعبان، 1416هـ الموافق الخامس من كانون الثاني يناير 1996م التي لم تكن كأي جمعة فما أن أذاع تلفزيون العدو نبأ الاغتيال فاهتزت فلسطين بكل أرجائها ودبت قشعريرة وسرى شعور حزين وحاولت القلوب الفزعة أن تكذب أو تشكك، واهتزت الكلمات في الحناجر حين أعلنت حماس توقف عقل الفتي العاشق وسكنت نبضات قلبه. فبكى كل شيء في فلسطين حتى كاد طوفان الدمع أن يغرق شوارع غزة وحارات نابلس وطولكرم والخليل. ومر ليل الجمعة الباكية ثقيلا على الجبال والوديان والناس بينما سكنت الأمواج في انتظار حزين وفي الصباح تراكض الباحثون عن وطن نحو رافات يعانقون جدران منزل المهندس متوعدين بالثأر ومؤمنين على دعاء أم يحيى (قلبي وربي راضين عليك) وكم تمنى أولئك لو أنهم تشرفوا بتشييعه أو على الأقل مشاهدة وجهه أو ملامسة كفه فيتعلمون كيف يضرب وكيف يصنع لنا الحياة. الشعب كله صار يحيى، وصار يحيى الشعب كله فعظمة الشهادة والإنجاز أبت أن يكون المهندس ابن رافات وحدها ولا ابن حماس دون غيرها فكما كان عمله وحياته لكل فلسطين من بحرها لنهرها جاء استشهاده ليملأ كل فلسطين بالأمل والرجاء، تماما كالبرق سطوعا ليست انطفاءته إلا ميلادا للحياة.
إن التجاوب الشعبي المدهش الذي ولده استشهاد المهندس يؤكد أكثر من معنى ويشير إلى أكثر من دلالة فهو: أولا: استفتاء عفوي بأن خيار الجهاد والمقاومة لا يزال في قلوب أبناء فلسطين. ثانيا: أثبت الشعب الفلسطيني بأن من يعطي فلسطين بإخلاص وأمانة كعماد عقل ويحيى عياش وعوض سلمي وأسامة حلس وغيرهم يجد صدى أفعاله لدى الجماهير مجسدا في تشييع عماد ويحيى. ثالثا: إن كرة اللهب البشرية التي اندفعت لوداع المهندس هي في إحدى صورها تعبير صريح عن حالة الغضب ومشاعر الاحتقان التي يكنها الفلسطينيون لعدوهم رغم كل الاتفاقات والترويج لحالة الصداقة الجديدة التي كشفت زيفها انتفاضة الأقصى المباركة.
الأخوة الأحباب: تلكم ومضات من حياة العزة والشموخ التي عاشها المجاهد البطل يحيى عبد اللطيف عياش الذي قضى عمره بأفضل ما تقضى به الأعمار، وأضيف اسمه إلى لائحة أبطال هذه الأمة، وغدا رمزا يقتدي به الفتيان ويتربى على سيرته الناشئة، إذ كان مدرسة في الخلق والتضحية والجهاد والإيثار التي تسمو بصاحبها فوق الأغراض والأشخاص والمآرب الذاتية الضيقة.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
وهذا هو هدفنا من وراء نشرتنا تلك وللإبقاء على يحيى الرمز بعد أن غاب يحيى الإنسان وللحفاظ على جزء من الذاكرة الفلسطينية التي تعرضت ومازالت لمحاولات طمس وتشويه استعدادا للدخول إلى عهد جديد تنقرض فيه البطولة ونماذج الفداء كما يريد أحبار هذا العصر، لكن هيهات هيهات أن يتم لهم ذلك فإن المصنع الذي صنع البطل يحيى مازال يصنع الأبطال وإن المعهد الذي خرجه ما برح يخرج كرام الرجال. إنه الإسلام بعقيدته وشريعته وقيمه العليا، إنه الإسلام بقرآنه وسنته وسيرة رجاله الأطهار، الذين كلما غاب منهم كوكب طلع كوكب آخر أو أكثر أشد ضياء في دجى الليل البهيم.
إذا مات منا سيد قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول
رحم الله شهيدنا الحبيب يحيى وتقبله وإخوانه في عباده المرضيين، ونصر الله إخوانه السائرين على دربه من بعده. فيا أبناء الإسلام العظيم، هذا هو الطريق، إنها المعالم،، وتلك هي الجادة فأين السالكون؟ فسيروا على بركة الله وكونوا على ثقة بنصره، "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"
والله معكم ولن يتركم أعمالكم والله أكبر ولله الحمد | |
|
ايدوجوا كونان شبل نشيط
عدد الرسائل : 353 العمر : 28 الموقع : www.softnyx.net العمل/الترفيه : محقق معاصر المزاج : متفرد فى التفكير تاريخ التسجيل : 29/06/2008
| موضوع: رد: الشهيد يحيى عياش الجمعة 25 يوليو 2008, 11:59 pm | |
| اشكرك على موضوعك | |
|
mr kakashi شبل مشارك
عدد الرسائل : 223 العمر : 28 تاريخ التسجيل : 27/06/2008
| موضوع: رد: الشهيد يحيى عياش الأحد 27 يوليو 2008, 6:08 pm | |
| قصة مؤلمة حقا
ربنا ياخد اليهود واللى خلفهم
مشكوررر أخى | |
|
ضياء الأقصى شبل جديد
عدد الرسائل : 28 العمر : 25 الموقع : مصر الحبيبــــــــــــة.......... العمل/الترفيه : التفكير في حال المسلمين......... المزاج : لن أفرح حتى يتحرر الأقصى........ تاريخ التسجيل : 29/07/2010
| موضوع: رد: الشهيد يحيى عياش السبت 31 يوليو 2010, 2:35 pm | |
| بارك الله فيك يا اخي الكريم .............. . | |
|
إسلام أشرف شبل جديد
عدد الرسائل : 3 العمر : 27 الموقع : مصر العمل/الترفيه : طالب في الإعدادية المزاج : كيف أضحك و القدس أسير تاريخ التسجيل : 04/07/2011
| موضوع: رد: الشهيد يحيى عياش الثلاثاء 05 يوليو 2011, 9:54 am | |
| | |
|